عرض المقال
كبد مصر وأرقام الرعب
2013-04-19 الجمعه
كنت قد كتبت منذ عدة أيام عن مشكلة الكبد ووصفتها بأنها قضية أمن قومى، ووصلنى من أ. د. جمال شيحة، أستاذ الكبد بالمنصورة، تعليق مهم يوصّف المشكلة ويلخصها ويضعنا فى مواجهة الكارثة. دكتور جمال يكتب من على خط النار بلغة الحروب، وبالفعل مشكلة الكبد فى مصر يجب أن نضع لها خطة حرب لها استراتيجية وخطوات لا تحتمل التأجيل، يقول د. جمال شيحة:
أوافقكم على أن الكبد المصرى قضية أمن قومى بكل معنى الكلمة، ويمكن أن نلخص حجم المشكلة خاصة لغير المتخصصين على الوجه الآتى:
1- فيروس c يسبب التهاباً مزمناً بالكبد يتحول بمرور الزمن على مدى سنوات طويلة إلى قصور فى كفاءة الكبد واستسقاء بالبطن ونزيف دوالى المرىء.. غيبوبة كبدية.. أورام بالكبد بكل ما يستتبعه ذلك من تداعيات صحية واجتماعية واقتصادية على الأسر التى يصاب عائلها بهذا المرض.
2- نسبة انتشار هذا المرض فى مصر حوالى 12% من تعداد السكان بصفة عامة، وتكون النسبة أعلى فى الريف عن المدن، وفى الرجال أكثر من السيدات، وأعلى ما تكون الفئة العمرية من 30 إلى 60 سنة، خاصة فى القرى. وهذه أرقام أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها كبيرة للغاية وتحتاج تدخلاً على المستوى الوطنى.
3- من مضاعفات فيروس c، خاصة إذا دخل المريض فى قصور كبدى لسنوات عديدة، حدوث سرطان الكبد.. ويكفى أن يعلم الرأى العام أن هناك حالة سرطان كبد تحدث فى مصر كل 45 دقيقة.. يعنى كارثة حقيقية!
4- عدد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس سنوياً لا يقل عن 100 ألف حالة فى أكثر التقديرات تفاؤلاً.. وهذه كارثة بكل المقاييس إذا علمنا بأن أعداد الذين يتم علاجهم (يُشفى نصفهم فقط ولا يستجيب النصف الآخر للعلاج) لا تزيد على 40 ألف مريض سنوياً فى أفضل الظروف، أى إن هناك فجوة كبرى لن تسمح أبداً بالقضاء على الفيروس فى مصر إذا استمرت هذه المعدلات واستمر غياب الدولة.
5- العلاج المعتمد لفيروس C هو حقن الإنترفيرون طويل المفعول وعقار الريبافيرين لمدة عام، ونسبة نجاحه فى حدود 50%، وتكلفته على الدولة بعد التخفيض الكبير هى حوالى 15 ألف جنيه للفرد الواحد فى السنة.
6- قريباً سوف يتوافر، خلال العامين القادمين، أدوية حديثة تعطى بالفم وستكون فعالة جداً (حوالى 80 - 90%) وبدون أعراض جانبية، ويمكن إعطاؤها لكل مراحل المرض وليس المراحل المبكرة فقط. والشركات المنتجة شركات أمريكية خاصة تلك التى تنتج أدوية الإيدز.
تلك هى المشكلة وحجمها.. هل هناك حل؟ وكيف؟ ومن أين نبدأ؟
المطلوب استراتيجية وطنية نحو مصر خالية من فيروس c يتبناها رأس الدولة شخصياً، حيث إنها أكبر من وزير الصحة وأكبر من أى رئيس للوزراء وهى استراتيجية لها جناحان:
الموضوع ليس مستحيلاً..
حجم المشكلة معروف وتفاصيلها واضحة.. الحل موجود.. وهو أكبر من كل الوزراء والمسئولين.
فقط.. مطلوب رئيس!